توقف عن جلد الذات كيف تتخلص من وسواس الذنب أو عذاب الضمير؟/ قراءة في كتاب الخروج عن النص
كتب سيد عبد الفتاح
يعاني الكثير منا
وربما جميعا على الأقل مرة بذلك الإحساس الذي يسمى بعذاب الضمير ويتبعه العديد من
الأعراض الصحية مثل ألم البطن أو التهاب القاولون العصبي.
فكيف يمكن التخلص من
هذه الأحاسيس السلبية التي تؤثر على حياتك وعلى معدل إنتاجك.
في هذه المقالة أو
بالأحرى في هذه الفضفضة نحاول البحث عن حلول عملية بعيدا عن كلام الإنشاء الذي لا
يقدم أو يؤخر.
حياتنا بكل تعقيداتها
تفرض علينا التواصل بالآخرين وتشابك علاقتنا بهم على نحو معقد قد ننتظر من الآخرين
أشياء وكذلك فإن الآخرين ينتظرون منا أشياء وقد نخفق في بعض العلاقات وهذا الإخفاق
يخلف لدينا الإحساس بالذنب.
ويرجع هذا الإحساس إلى
النفس اللوامة وهي مهمة جدا في حياتنا وهي التي أقسم الله تعالى بها في قوله (لا أُقْسِمُ
بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) ومعنى الآية
أن الله تعالى يقسم بالنفس اللوامة وهي النفس التي تلوم الإنسان على فعل الخير وهذه
هي النفس الأمارة بالسوء أو تلوم الإنسان على فعل الشر وهي النفس المطمئنة وذلك أن
للإنسان نفسين نفسا أمارة بالسوء ونفسا مطمئنة فالنفس المطمئنة تأمره بالخير وتنهاه
عن الشر والنفس الامارة بالسوء تأمره بالسوء وتلح عليه والنفس اللوامة جامعة بين هذا
وهذا وصف للنفسين جميعاً فالنفس المطمئنة تلوم الإنسان على ترك الخير وفعل الشر والنفس
الامارة بالسوء تلومه على فعل الخير وعلى ترك الشر فاللوم وصف للنفسين جميعاً فيقسم
الله بالنفس اللوامة لأن النفس اللوامة هي التي تحرك الإنسان وتغير اتجاهاته إلى خير
أو شر.(2)
الشعور بالذنب هو مكون
أساسي من التكوين النفسي اعتبارا من سن 3 - 5 سنوات، ولعل أحد مصادره طريقة التربية المتبعة من الأبوين، علاوة على المعتقدات
والموروثات المجتمعية التي ننشأ فيه، وبقدر ما يحصل الطفل عليه من الحب والحنان والرعاية
والتفهم والتقبل، بقدر ما يستطيع أن يتحكم في هذا الوحش عندما ينتابه(3).
يحدد الدكتور محمد طه
في كتابه الخروج عن النص بعض التكنيكات والطرق للتخلص من هذا الشعور منها:
1ـ سـامح نفسك: فيعد
أن تتعلم من خطأك ابدأ من جديد، وتذكر دائما أنه كيف يمكن أن نتعلم إذا لم نخطئ.
2- تقبل كونك ضعيف، ألسنا
بشرا؟! والضعف جزء من طبيعتنا، تقبل كذلك الفشل،
فلا طعم للنجاح دون أن تذوق مرارة الفشل.
3 ـ لا تنتظر
قبولك لذاتك من الآخرين أو تعزيزهم لك أي أنك لا تسلم مفتاح قبـولك لذاتـك لأي شخص
كان، لا تنتظر الرضا إلا من ذاتك.
4 ـ استبدل الشعور
بالذنب بالشعور بالمسئولية.
5ـ لا داعي لتحميل نفسك فوق طاقتها، وليس عليك تحمل حمولة أحد، فكل إنسان ميسر لما خلق له.
6ـ بالتأكيد لا أحد على وجه البسيطة يمنحك صكوك الغفران
سوى الله، لا أحد يستحـق اعترافك له، اعترف لنفسك فقط ولله.
وأخيرا صحتك أغلى
بكثير.
إن الشعور بالذنب يزيد
من توارد الأفكار السلبية داخل عقلك، والتي وُجِد أنها تسبب زيادة في مستوى الكورتيزول
وهرمونات التوتر والأدرينالين، هذه الهرمونات ضرورية لتحفيز جسمك للاستجابة عند مواجهة
تهديد محتمل، أو عند التعرض لضغط نفسي شديد(4).
المصادر والمراجع:
1ـ سورة القيامة 1-2
3ـ د. محمد طه، الخروج
عن النص
4ـ https://tiryaqy.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%86%D8%A8/
تعليقات
إرسال تعليق